مبادرة أندرويد بيئي.. عندما يصبح الحلم حقيقة

30 يونيو 2022 08:19 م
خاص مصدر الإخبارية - أسعد البيروتي
افتتحت جمعية معهد الأمل للأيتام، اليوم الخميس، منطقة بيئية تضم دفيئة زراعية وحظيرة حيوانات وحاويات فصل النفايات ومجسمات معالجة المواد العضوية، وهو أحد مشروعاتها المُبتكرة لاستثمار المساحة الأمثل وخلق فكرة إبداعية تعود بالنفع على الفرد والمجتمع. يرى مختصون، أن المشروع نوعي من حيث التنفيذ واستغلال المساحة الموجودة بما يخدم المجتمع ويُعزز دور المعهد في المجتمع، كما يسهم في معالجة مشكلة النفايات الصلبة بصورة جزئية، ما جعله محط أنطار الاهتمام والاعجاب مِن قِبل بلدية غزة. شبكة مصدر الإخبارية، سارعت للقاء قائد فريق أندرويد بيئي وعضو مجلس إدارة جمعية معهد الأمل للأيتام السيدة نجلاء الغلاييني، للحديث عن تفاصيل المنطقة البيئية وأهميتها وأسباب انشائها وما تُمثله بالنسبة للبيئة والمجتمع المحلي. تقول "الغلاييني"، إن "مبادرة أندرويد بيئي، جاءت ضمن مسابقة "الحي المثالي" التي أطلقتها بلدية غزة مع بداية العام 2022، حيث تم تشكيل الفريق المختص وتعزيز المتابعة الإدارية ضمن قسم المبادرات في البلدية". وأضافت في تصريحاتٍ لشبكة مصدر الإخبارية، "تم تشكيل الفريق من داخل معهد الأمل وشمل شباب، فتيات، أشخاص ذوي إعاقة، بمشاركة مركز رُسل وروضة "يا هلا"، المركز الثقافي المجتمعي المهني، والمحلات التجارية المُحيطة بالمعهد، والمؤسسات مثل شركة مرسال ومكتبة "سيسترز" ومطبخ "العميد" للمأكولات الشرقية والغربية. جهود مجتمعية وأشارت إلى أن "المؤسسات والمحلات المجاورة للمعهد، ساعدوا الفريق بفرز النفايات، وكان لاتحاد لجان العمل الزراعي ووزارة الزراعة مشاركات فعّالة، إلى جانب دور الإغاثة الزراعية والمختصين في قسم زراعة الأشتال في بلدية غزة". وتابعت، "قمنا بتجهيز المنطقة البيئية، وإنشاء قسم لفصل النفايات وتحويلها إلى سَماد عضوي، نظرًا لأن "مطبخ" معهد الأمل يُجهز مئات الوجبات من الطعام لأسر وعائلات الأيتام داخل وخارج المعهد بشكلٍ يومي، ينتج عنها 120 كيلو شهريًا من النفايات العضوية". وأردفت، "جهزنا حاوية تحويل النفايات العضوية إلى سماد عضوي على شكل "الأندرويد" ومن هنا جاءت تسمية المشروع بالأندرويد البيئي نظرًا لاستهلاك النفايات العضوية البيئية". سماد عضوي وحول طريقة عمل قسم النفايات العضوية، أوضحت الغلاييني، أن "المشروع قائم على وضع النفايات داخل الحاوية لحين امتلائها على مدار أسبوع وبعدها يتم إغلاقها بإحكام ورشها بالماء وضمان تعرضها لأشعة الشمس، لتتحول بعد مرور 35 يومًا إلى سماد عضوي". وفيما يتعلق بالدفيئة الزراعية داخل المنطقة البيئية، قالت قائد فريق أندرويد بيئي وعضو مجلس إدارة جمعية معهد الأمل للأيتام السيدة نجلاء الغلاييني، إن "المعهد قام بتجهيز الدفيئة بهدف توعية وتثقيف أطفال مدرسة وروضة يا "يا هلا" وأطفال "مركز رُسل التعليمي"، ولتبيان أهمية الزراعة الحضرية وتحقيق الاكتفاء الذاتي من الخضراوات التي يحتاجها المعهد بصورةٍ مستمرة". اكتفاء ذاتي وأضافت في تصريحاتٍ لشبكة مصدر الإخبارية، يتم "تغذية النباتات بالسماد العضوي لينتج عنه خضروات طبيعية بعيدًا عن استخدام المواد الكيمائية، كما أنشأ المعهد حظيرة حيوانات للاستفادة من بقايا الطعام واستكمال الهدف من المنظومة البيئية المتمثل في الاكتفاء من الدواجن ولحومها، والبيض للأطفال". وأشارت إلى أن معهد الأمل للأيتام، يُولي تثقيف الأطفال على مدار 3 شهور وهي "مارس/ اذار، نيسان/ أبريل، مايو/ أيار، أهمية بالغة خلال المخيم الصيفي، سواءً بعرض الفيديوهات مِن خِلال شاشة عرض السينما الخاصة بالأطفال لتوعيتهم لأهمية فصل النفايات وإعادة التدوير ومعاناة العالم من تلوث الهواء والتربة ومياه البحار". ودعت الغلاييني، إلى أهمية "التقليل من البلاستيك المُستخدم مِن قِبل الأشخاص، والذي يُشكّل الضرر الأساسي لتلوث البيئة والمياه والهواء، وذلك بالابتعاد عن الأكياس البلاستيكية، وذلك ما دفعنا لتصميم حقيبة بيئية للأطفال لاستخدامها عند توجههم للتسوق خلال أيام المخيم، كبديل عن الأكياس البلاستيكية". تثقيف الأطفال وأوضحت أن "المعهد" شرعت بتثقيف الأطفال لمخاطر الأكياس البلاستيكية وإرشادهم حول أهمية استخدام الأكياس الورقية، إضافة لورشات توعوية يقوم عليها قسم المبادرات واعادة تدوير النفايات في بلدية غزة لمئات الطلاب من روضة يا هلا ومركز رُسل ومشاركين من خارج المعهد". وحول كيفية استغلال الإطارات المطاطية في سياق تطوير المشروع، لفتت "الغلاييني" إلى أن المعهد استغل تلك الإطارات في إنشاء ألعاب للأطفال في الحديقة البيئية كما استثمرت خشب "المشطاح" والقِطع الحديدية لتجهيز أحواض الزراعة". ونوهت إلى أن مشروع معهد الأمل للأيتام، "خفض كمية النفايات الموجودة بنسبة ما يزيد عن 60 %، حيث اُستخدمت 200 عُبوة لأحواض الزراعة والشتلات، و أكثر من 60 "قالون" بلاستيكي اُستهلكوا في إعادة التدوير وانشاء معلقات للأشجار داخل الدفيئة". وأردفت، "بعد فرز النفايات الورقة خاطبنا المصانع المعنية بإعادة التدوير لمناقشة امكانية تدويرها للاستفادة منها في جوانب عِديدة ومختلفة، تعزيزًا للتعاون مع المصانع المحلية والقطاع الصناعي". تخفيض بنسبة 50 % واستتلت، "خفضنا كمية النفايات الموجودة في حي الرمال وسط مدينة غزة بنسبة 50 % نتيجة إعادة التدوير، بهدف مساعدة البلدية في فصل النفايات لتقليلها والاستفادة منها". وختمت الغلاييني حديثها لمصدر الإخبارية قائلة، إن "معهد الأمل للأيتام يهدف من خلال مشاريعه المتنوعة والمتعددة إلى تعزيز المشاركة المجتمعية وتوعية وتثقيف الطلاب لنقل هذه الثقافة البيئية لعائلاتهم وخاصة أمهات الأيتام لتشجيعهم على الزراعة الحضرية". يُذكر أن جمعية معهد الأمل للأيتام أنشئت عام 1949 ومازالت تقدم خدماتها لليتامى في مجال الإيواء وفي المجال الاجتماعي والنفسي والانساني والتعليمي والصحي والرياضي والثقافي إضافة إلى زيادة الوعي الديني وترسيخ مكارم الأخلاق عند اليتيم وأسرته معتمدة على التبرعات والهبات المقدمة من المؤسسات المحلية والدولية والمجتمع المحلي.
أقرأ أيضًا: معهد الأمل بغزة يُوزع مئات الكسوات والهدايا على الأيتام

المقالات المرتبطة

تابعنا على فيسبوك

عاجل